في خطوة تاريخية، أقرّت الأمم المتحدة يوم 15 مارس من كل عام كيوم عالمي لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، وهو قرار يعكس التزام المجتمع الدولي في التصدي لظاهرة العداء تجاه الإسلام والمسلمين.
وقد تم اعتماد القرار بالإجماع من قبل الدول الأعضاء الـ193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 مارس 2022.
يشير القرار إلى ضرورة تعزيز الحوار العالمي لتعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، واحترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان، كما يعرب عن “الأسف الشديد” لجميع الأعمال العنفية ضد الأفراد على أساس دينهم أو معتقداتهم، بما في ذلك الهجمات على أماكن العبادة والمزارات الدينية.
القرار جاء بعد ضغط كبير من منظمة التعاون الإسلامي، ويعزى نجاحه إلى الجهود التي بذلتها السعودية، والتي لعبت دورًا محوريًا في هذا السياق، حيث رحبت المملكة بالقرار، مؤكدة على استمرارها في دعم الجهود الدولية لدعم ثقافة الحوار والتسامح بين الأديان، والتصدي للفكر المتطرف.
وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من الجهود السعودية المستمرة لنشر قيم الاعتدال، ومكافحة التطرف من خلال الانفتاح على الثقافات الأخرى، وهو ما يتماشى مع رؤية ولي العهد محمد بن سلمان التي تسعى لتطوير المملكة وتعزيز دورها القيادي على الساحة الدولية.
ودفعت السعودية بعجلة الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية عبر تعزيز الشراكات مع الدول والمنظمات الدولية، في الوقت الذي تشهد فيه المملكة تغيرات هائلة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي تحت قيادة شابة تسعى لتحقيق التوازن بين الحفاظ على تقاليد المجتمع السعودي والانفتاح على العالم.
الجهود السعودية في محاربة الإسلاموفوبيا تتزامن مع خطة الانفتاح التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، والتي تتطلب العمل الجاد لتحقيق تطلعات المملكة في مجال الحوار الثقافي والديني مع مختلف دول العالم.
أسباب الإسلاموفوبيا
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الإسلاموفوبيا، من بينها:
التغطية الإعلامية السلبية حيث وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التصورات السلبية عن الإسلام من خلال تغطيتها للأحداث التي قد تعزز الصورة النمطية حول المسلمين.
التوترات السياسية والصراعات بعض الصراعات السياسية في العالم، خاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط، تسهم في تعزيز هذه الظاهرة.
الجهل بالدين الإسلامي قلة الوعي حول تعاليم الإسلام والاختلافات الثقافية يؤديان إلى التشويش على فهم الدين والمسلمين.
الهجمات الإرهابية بعد الحوادث الإرهابية التي قام بها أفراد باسم الإسلام، أصبح المسلمون يُحملون بشكل غير عادل مسؤولية تلك الأعمال.
أثر الإسلاموفوبيا على المسلمين
تؤثر الإسلاموفوبيا بشكل كبير على حياة المسلمين اليومية، إذ يُمكن أن يتعرضوا للتفرقة العنصرية والتمييز في أماكن العمل، المدارس، والمجتمع بشكل عام، هذا التمييز يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العزلة والتهميش، بل قد يصل إلى التعرض للعنف أو الاعتداءات البدنية في بعض الحالات.
لمكافحة الإسلاموفوبيا، يجب العمل على التوعية بنشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام والثقافة الإسلامية من خلال الإعلام والتعليم، التحاور بين الأديان تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة لتوضيح الفهم المشترك وتعزيز التعايش السلمي.
فرض تشريعات قانونية تمنع التمييز ضد المسلمين وتجرم التحريض على الكراهية، تقديم الدعم للضحايا الذين يعانون من الإسلاموفوبيا سواء كان دعمًا نفسيًا أو قانونيًا.
اليوم العالمي للإسلاموفوبيا يعد فرصة حيوية لتحفيز المجتمع الدولي على التصدي لهذه الظاهرة السلبية. من خلال تعزيز الوعي والتعليم والحوار بين الأديان، يمكن أن نساعد في تقليل الإسلاموفوبيا وتحقيق عالم أكثر تسامحًا وتعايشًا.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت قبل عام قرارا أعلنت بموجبه الخامس عشر من مارس من كل عام يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام. وأعربت الجمعية العامة في قرارها عن “استيائها البالغ إزاء جميع أعمال العنف الموجهة ضد الأشخاص بسبب دينهم أو معتقدهم وما يوجه من تلك الأعمال ضد أماكن عبادتهم”.