تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء 11 مارس الجاري، بواحدة من أغلى وأهم المناسبات الوطنية على قلب كل مواطن سعودي، حيث يحتفي السعوديون بتاريخ علمهم الوطني الذي يمثل السيادة والوحدة والهوية الوطنية وجزء لا يتجزأ من الحضارة العريقة والإرث المجيد.
وتحت شعار “راية التوحيد”، جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عام 2023 بتخصيص يوم 11 مارس سنويًا، يومًا رسميًا للعلم السعودي، اعترافًا بمكانته التاريخية والوطنية والدولية، وأهميته في تعزيز روح الانتماء والولاء للوطن.
رمزية العلم
يتميز العلم السعودي بمكانة خاصة بين أعلام الدول، نظرًا لما يحمله من رموز مقدسة ومعانٍ وطنية ودينية عميقة، اللون الأخضر يرمز إلى الرخاء والازدهار والطبيعة الخضراء، كما أنه مرتبط بالتاريخ الإسلامي.
ويرمز العلم السعودي إلى معاني وطنية ودينية عميقة حيث يتكون من العناصر التالية:
- اللون الأخضر ويرمز إلى الإسلام والسلام والازدهار.
- شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهي تعبر عن العقيدة الإسلامية التي تقوم عليها المملكة.
- بينما وجود السيف الأبيض يرمز إلى القوة والعدل والتضحية في الدفاع عن الوطن.
مظاهر الاحتفال بيوم العلم السعودي
يتميز يوم العلم السعودي بالعديد من الفعاليات والمظاهر الاحتفالية التي تعكس الفخر والاعتزاز بالعلم الوطني ومن أبرزها:
- رفع العلم السعودي على المباني الحكومية والخاصة وفي الساحات العامة والشوارع.
- تزيين المنازل والمركبات بالعلم السعودي.
- إقامة الندوات والمحاضرات التي تستعرض تطور العلم السعودي عبر التاريخ.
- تقيم القوات المسلحة والحرس الوطني عروضًا عسكرية احتفاءً بالمناسبة.
- تنفيذ استعراضات جوية بالطائرات تحمل ألوان العلم السعودي. تزيين الشوارع والمباني بالإضاءات الخضراء.
- عروض للألعاب النارية في بعض المدن الكبرى.
- تنظيم مهرجانات وفعاليات ترفيهية وثقافية تناسب جميع الفئات.
- إطلاق عروض وخصومات خاصة في المتاجر والمطاعم احتفالًا بالمناسبة.
- تزيين المراكز التجارية والمولات بأعلام المملكة.
- مشاركة التهاني والتصاميم الخاصة بالعلم السعودي.
- تنظيم فعاليات طلابية مثل ترديد النشيد الوطني وعروض مسرحية حول تاريخ العلم. توزيع أعلام صغيرة وهدايا تحمل شعارات وطنية.
خصائص عالمية
يتميز العلم السعودي عالميًا بخصائص فريدة، لا تتوافر في أعلام أخرى، منها عدم جواز تنكيسه نظرًا لاحتوائه على الشهادتين، كما لا يمكن خفضه إلى نصف السارية أو استخدامه في حالات الحداد، بعكس أعلام معظم الدول.
يحظر رفع العلم السعودي بشكل عمودي يُرفع دائمًا بشكل أفقي حتى لا تصبح كلمة التوحيد مقلوبة، كم أنه صنع من قطعتين متقابلتين لضمان أن تبقى عبارة التوحيد مقروءة بشكل صحيح من الجهتين.
مراحل تطور العلم السعودي
مرّ العلم السعودي بعدة مراحل تاريخية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى وحتى شكله الحالي، حيث خضع لعدة تعديلات في التصميم واللون، لكنه حافظ دائمًا على رمزية التوحيد والقوة والسيادة.
- الدولة السعودية الأولى (1750 – 1818م) كان العلم أخضر اللون يحمل هلالًا أبيض فوق عبارة التوحيد.
- الدولة السعودية الثانية (1824 – 1891م) تم إزالة الهلال، مع تثبيت الشهادتين فقط.
- توحيد المملكة (1902 – 1932م) أضيف السيف الأبيض أسفل الشهادتين، ليعبر عن العدل والقوة.
بدايات مميزة
في عام (1938م) اعتمد الملك عبد العزيز آل سعود العلم الأخضر بشهادتين وسيف أبيض، في عام (1973م) في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، تم تحديد أبعاد العلم رسميًا بالشكل الحالي.
يحظى العلم السعودي بحماية قانونية مشددة بموجب “نظام العلم للمملكة العربية السعودية”، حيث تنص المادة العشرين من القانون على أن: “كل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العَلَم الوطني، وكان ذلك علنًا أو في محل عام أو في محل مفتوح للجمهور، يُعاقب بالحبس لمُدة لا تتجاوز سنة، وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
مناسبة وطنية
في النهاية، يوم العلم السعودي مناسبة وطنية ترسّخ الفخر والاعتزاز برمز المملكة الذي شهد مراحل تاريخية من الوحدة والتطور، ويحمل رسالة واضحة للعالم بأن هذا العلم هو شاهد على أمجاد المملكة وتاريخها العريق، ويبقى شامخًا يعكس هويتها الإسلامية والسياسية والوطنية.