تحظى الأسواق الشعبية في منطقة نجران بمكانة خاصة لدى الأهالي والزوار خلال شهر رمضان، حيث تعكس أجواءها التراثية أصالة الماضي وتفاصيله العريقة. وتُعد هذه الأسواق، الواقعة وسط حي البلد القديم، نقطة جذب رئيسية لمحبي التراث والتاريخ، إذ تمتلئ بالدكاكين التقليدية التي تعرض أدوات ومقتنيات تعكس الهوية الثقافية للمنطقة.
وتتمتع هذه الأسواق بموقع فريد بجوار قصر الإمارة التاريخي، مما يمنحها قيمة إضافية ويجعلها محطة رئيسية للسياح الذين يتوافدون لاكتشاف الموروث الثقافي لنجران. ومن أبرز ما يجذب الزوار في رمضان الإقبال الكبير على الأواني المنزلية التراثية التي ما زالت تستخدم حتى اليوم في إعداد وتقديم المأكولات الرمضانية.
منتجات تراثية تحافظ على رونقها
تشهد الأسواق خلال الشهر الفضيل حركة شرائية نشطة، حيث يقبل المتسوقون على شراء الأدوات التقليدية مثل “المدهن”، وهو وعاء مزخرف يستخدم لحفظ الرقش واللحم، و”المطرح” المخصص لحفظ التمر والزبيب، إضافة إلى “الجونة” التي تتميز بتصميمها الهندسي الفريد وتحافظ على الطعام ساخنًا. كما تباع البرمة، التنور، الزير والجرة، وهي أدوات فخارية لا تزال مستخدمة بكثرة، إلى جانب المصنوعات الجلدية التي تضفي لمسة من الأصالة على المائدة الرمضانية.
إقبال كبير وأجواء رمضانية فريدة
خلال جولة لوكالة الأنباء السعودية “واس” في الأسواق الشعبية، أكد عدد من الباعة أن شهر رمضان يمنح الأسواق طابعًا خاصًا، حيث تمتلئ بالمتسوقين الباحثين عن الأدوات التراثية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في المنازل، لا سيما خلال الشهر الفضيل. وأشاروا إلى أن هذه الأدوات لا تقتصر على كونها زينة تراثية، بل تضيف مذاقًا خاصًا للمأكولات التي تقدم فيها، مما يجعلها خيارًا مفضلاً لدى الكثيرين.
وتظل الأسواق الشعبية في نجران شاهدة على تراث المنطقة العريق، حيث يجتمع فيها عبق الماضي وروح الحاضر، ما يجعلها واحدة من الوجهات الأبرز التي تعكس الهوية الثقافية الأصيلة خلال شهر رمضان المبارك.