تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها العالمية في قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة من خلال إطلاق مشاريع استراتيجية تُسهم في تحقيق تحول نوعي نحو الطاقة النظيفة، ودعم الابتكار، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
الهيدروجين الأخضر: جسر سعودي – ألماني نحو الاستدامة
في خطوة نوعية تؤكد التزام المملكة بتطوير مصادر الطاقة النظيفة، وقَّع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، مذكرة تفاهم مع وزير المالية الألماني لإطلاق “الجسر السعودي – الألماني للهيدروجين الأخضر”، والذي يهدف إلى إنتاج وتصدير 200 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا بحلول عام 2030. ويُعَد هذا المشروع إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية المملكة للتحول إلى مركز عالمي لإنتاج وتصدير الطاقة النظيفة.

تخزين الطاقة: المملكة ضمن أكبر 10 أسواق عالمية
أصبحت المملكة ضمن أكبر عشر أسواق عالمية في مجال تخزين الطاقة، وذلك بفضل إطلاق مشروع بيشة لتخزين الطاقة، الذي يُعد من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط، حيث تبلغ سعته التخزينية 500 ميجاواط. يسهم هذا المشروع في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعزز موثوقية إمدادات الطاقة الكهربائية ويدعم التحول نحو الطاقة المتجددة.
منتدى عربي لتعزيز التعاون في قطاع الكهرباء
استضافت الرياض المؤتمر العام الثامن للاتحاد العربي للكهرباء، والذي شهد مشاركة أكثر من 1200 متخصص، بمن فيهم مسؤولون ورؤساء تنفيذيون وخبراء في قطاع الطاقة. ناقش المؤتمر دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكات الكهربائية، والابتكارات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة في قطاع الكهرباء. يُعد المؤتمر منصة هامة لتعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات في مجال الطاقة المستدامة.

ابتكار سعودي في تطوير تقنيات الطاقة الشمسية
حقق قطاع البحث والتطوير في المملكة إنجازًا بارزًا، حيث حصلت الدكتورة حليمة العمري، الباحثة في وزارة الطاقة، على براءة اختراع أمريكية لتطوير بوليمرات صناعية تُستخدم في تحسين كفاءة الخلايا الشمسية. يتيح هذا الابتكار استبدال الألواح الزجاجية التقليدية بمواد بوليمرية شفافة أكثر كفاءة واستدامة، ما يسهم في خفض التكاليف وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي للكهرباء.
مبادرة “تطوع بخبرتك”: دعم الشباب وتأهيل الكوادر الوطنية
في إطار تعزيز دورها المجتمعي، نظمت وزارة الطاقة مبادرة “تطوع بخبرتك”، التي استضافت 100 طالب وطالبة، بهدف تعريفهم بفرص قطاع الطاقة وتحدياته، وتعزيز مهاراتهم المستقبلية. شارك في الفعالية عدد من القيادات والخبراء في الوزارة، الذين قدموا رؤى حول مستقبل الطاقة المتجددة والفرص الوظيفية في القطاع.

المملكة كمركز عالمي للطاقة المستدامة
تشهد المملكة تحولًا نوعيًا في قطاع الطاقة، حيث تمضي قدمًا نحو تحقيق مزيج طاقة مستدام، يعتمد بنسبة 50% على مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030. ومن خلال المشاريع العملاقة في مجالات الهيدروجين الأخضر، تخزين الطاقة، وتطوير التقنيات الحديثة، تُرَسِّخ السعودية مكانتها كمركز عالمي للطاقة النظيفة، مما يسهم في جذب الاستثمارات وتعزيز الاستدامة البيئية على المستوى الدولي.
مستقبل مستدام
تمثل هذه المشاريع والمبادرات خطوات استراتيجية نحو تحقيق مستقبل مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة والتقنيات الحديثة، مما يعزز ريادة المملكة في مجال الطاقة المتجددة، ويدعم تحقيق أهداف رؤية 2030 في التحول إلى اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.