تسير السعودية بخطى سريعة نحو التحول الرقمي، مستفيدة من “رؤية 2030” لدعم الابتكار في قطاع الاتصالات. في حدث “ليب 2025” بالرياض، اجتمع قادة التقنية لمناقشة مستقبل الشبكات ودورها في مختلف القطاعات.
أكد باتريك جوهانسون، رئيس “إريكسون” في الشرق الأوسط وأفريقيا في حديث خاص لـ”الشرق الأوسط”، أن السعودية تمتلك واحدة من أقوى الشبكات اللاسلكية عالميًا. وأضاف أن إطلاق تقنية (5G) المستقلة سيعزز القدرات الرقمية ويخلق فرصًا جديدة.
دور “إريكسون” في تطوير قطاع الاتصالات
تعاونت “إريكسون” مع مشغلي الاتصالات في السعودية مثل “stc” و”زين” و”موبايلي” لتوسيع شبكات (5G). وتركز الشركة على دمج الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وتقليل زمن الانتقال وزيادة كفاءة الطاقة. كما ساعدت في تقليل انبعاثات الكربون من خلال الحد من الاعتماد على الديزل وتبني ممارسات الاقتصاد الدائري.
شبكات (5G) ودورها في الاقتصاد
يتمتع قطاع الاتصالات السعودي بمعدل انتشار مرتفع ويعد من الأسرع عالميًا في تبني (5G). أوضح جوهانسون أن هذه التقنية ليست مجرد سرعة، بل منصة ابتكار تدعم نماذج أعمال جديدة، خاصة في الصناعة والخدمات اللوجستية.
تساعد شبكات (5G) الموانئ والمطارات والمستودعات في أتمتة العمليات وزيادة الكفاءة. كما تدعم المصانع الذكية بالتحليلات الفورية والصيانة التنبؤية، مما يخفض التكاليف التشغيلية. في قطاع الألعاب الإلكترونية، تلعب (5G) دورًا رئيسيًا في تحسين تجربة المستخدم وتقليل زمن الاستجابة.
تعزيز تجربة المشجعين في كأس العالم 2034
مع استعداد السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، تعمل على تطوير شبكات اتصال متقدمة لتقديم تجربة رقمية غير مسبوقة. ستتيح تقنية (Uplink) المحسنة بثًا مباشرًا عالي الجودة دون الحاجة إلى شاحنات بث ضخمة. كما ستوفر تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والمعزز (AR) تجربة غامرة للجماهير.
يؤكد جوهانسون أن السعودية تسعى لتقديم تجربة رياضية متكاملة، مع خيارات مشاهدة مخصصة وزوايا كاميرا متعددة وإحصائيات فورية. وأضاف أن المملكة تهدف إلى تقديم اتصال يفوق ما تحقق في كأس العالم 2022 بقطر بعشر مرات.
التحول نحو (6G) والاتصالات المستدامة
بينما تتوسع شبكات (5G)، بدأت السعودية في التحضير لتقنية (6G) المتوقع إطلاقها خلال العقد المقبل. وذكر جوهانسون أن المملكة تمتلك أفضل طيف ترددي في الشرق الأوسط، مما يسهل تبني التقنيات المستقبلية.
تركز السعودية على جعل شبكاتها أكثر استدامة، حيث نجحت في تقليل استخدام الديزل وتوفير الطاقة بنسبة تصل إلى 40%. كما أطلقت مبادرات لإعادة تدوير معدات الاتصالات وتقليل البصمة الكربونية.
رؤية المستقبل
اختتم جوهانسون حديثه بالتأكيد على أهمية بناء شبكات لا تقتصر على السرعة، بل توفر تجارب رقمية متطورة تدعم الابتكار وتضمن استدامة قطاع الاتصالات في السعودية.