بات الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات الرئيسية في إدارات الموارد البشرية، حيث تتجه العديد من المنشآت السعودية إلى استخدامه في إجراء المقابلات الوظيفية وتحليل بيانات المرشحين، مما يعزز كفاءة التوظيف ويضمن عدالة أكبر في عمليات الاستقطاب.
ومع التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الشركات تعتمد على تحليل الصوت، لغة الجسد، واختيار الكلمات لتقييم المتقدمين، بالإضافة إلى مقارنة بياناتهم مع أنماط النجاح السابقة، مما يسهم في تحقيق أعلى درجات الملاءمة بين الوظائف والمرشحين.
تحسين جودة التوظيف
ووفقًا لـ”العربية”، أكد المستشار في الموارد البشرية، علي عبدالله آل عيد، أن الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في تعزيز جودة الحياة العملية، حيث دخلت الحلول الرقمية بقوة في مجال الاستقطاب والتعيين خلال السنوات الأخيرة. وأضاف أن هذه التقنية تساعد في تحليل إجابات المرشحين، شخصياتهم، ومدى ملاءمتهم للوظيفة من خلال لغة جسدهم ونبرة صوتهم وتفاعلهم مع الأسئلة، مما يسهم في اختيار المرشح الأكثر تأهيلًا.
وأوضح آل عيد أن هذا التحول يفرض على المختصين في الموارد البشرية تطوير مهاراتهم الرقمية للتعامل مع الأنظمة الذكية، مشيرًا إلى أهمية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية والتدريب المهني لضمان مواكبة سوق العمل لهذه التطورات السريعة.
مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
وفيما يطرح البعض تساؤلات حول إمكانية استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، يرى آل عيد أن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة الأفراد على التكيف وتطوير مهاراتهم، لافتًا إلى أن التحولات التكنولوجية دائمًا ما تخلق فرص عمل جديدة مثل تخصصات تطوير الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وأشار إلى أن المنشآت التي تستثمر في التدريب والتعليم المستمر ستتمكن من تحقيق الاستقرار التنظيمي وضمان استمراريتها في ظل التطورات التقنية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للبشر، وإنما أداة تعزز الكفاءة وتحسن مخرجات التوظيف.