تحتضن العاصمة السعودية حدثاً عالمياً للاحتفاء بالموسيقى بوصفها أداةً لتطوير المجتمعات، ومصدراً لإلهام المؤسسات والمبدعين، وإلقاء الضوء على المشروعات المبتكرة التي تحدث فرقاً إيجابياً حول العالم، وذلك من خلال «أسبوع الرياض الموسيقي»، الذي يجمع أكبر الفعاليات الموسيقية العالمية لأول مرة في الرياض، ويسعى إلى تحويل المدينة مركزاً عالمياً للموسيقى وصناعتها.
ووفقاً لـ ” الشرق الأوسط” دشَّنت «هيئة الموسيقى» في السعودية، «أسبوع الرياض الموسيقي»، الذي يمتد حتى الـ14 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويشمل عدداً من الفعاليات المصاحِبة لتنمية الموسيقى بالمملكة، وتمكين المواهب الموسيقية وإبرازها على الساحة الدولية، وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات لتطوير صناعة الموسيقى، بمشاركة مجموعة من صُنَّاع الموسيقى ونجومها حول العالم.
وقال باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الموسيقى» في السعودية، إن المملكة لديها مواهب مميزة، وقادرة على صنع مستقبل الموسيقى المحلي والعالمي. وأضاف: «الموسيقى في السعودية، فن نابض وغني، يروي قصة الوطن، ويجمع بين أفراد المجتمع، ويسهم في الاقتصاد، ويؤثر في الحوار الثقافي العالمي»، مشيداً في الوقت نفسه بأهمية الموسيقى في تعزيز الإبداع، وتشكيل صناعة مستقبل الموسيقى.
ومن خلال سعيه إلى تعزيز مكانة المملكة بصفتها مركزاً ثقافياً عالمياً يحتضن «أسبوع الرياض الموسيقي» عدداً من الأنشطة والفعاليات، من ضمنها جلسات حوارية، وورش عمل، ودورات تدريبية، كما سيشهد إقامة حفلات غنائية لفنانين سعوديين وعالميين، إضافة إلى ذلك شمل حفل التدشين إطلاق معزوفة موسيقية، تعدّ عنواناً لهذا الأسبوع الموسيقي، تتمازج فيها الفنون الموسيقية السعودية مع الفنون العالمية الأخرى، وأُذيعت بوصفها شعاراً جاذباً لجميع الموسيقيين من حول العالم.
حوارات مثرية في الصناعة الموسيقية
وشهد «أسبوع الرياض الموسيقي» مجموعة من الحوارات المثرية التي شارك فيها صُنَّاع ومبدعون من مختلف دول العالم، تطرَّقوا إلى موضوعات متنوعة ومتصلة بالصناعة الموسيقية، كما أسهمت النقاشات في التعريف بتطور القطاع الموسيقي السعودي، والخطوات المُلهمة للمواهب السعودية الشابة في هذا المجال. وشملت موضوعات النقاش، جلسةً حواريةً حول حقوق المبدعين في العصر الرقمي، ولقاءً مثرياً عن التجارب الفريدة للعلاج بالموسيقى، ودور الموسيقى في مجال الرعاية الصحية، وتناغم الألحان مع التاريخ، في حوار عن الموسيقى والتراث.
وعلى صعيد «قمة صُنَّاع الموسيقى»، التي نظمتها الهيئة ضمن فعاليات الأسبوع؛ لمناقشة مجموعة من أبرز المحاور ذات الصلة، سلَّط أحد الحوارات الفنّية في القمة، الضوءَ على تجربة ومسيرة الفنان أبو بكر سالم وصوته الفريد مع ضيوف أسهموا في إثراء صالون الموسيقى. كما استضاف «أسبوع الرياض الموسيقي» مؤتمر وجوائز مدن الموسيقى؛ الذي يُعدّ أكبر وأوسع سلسلة مؤتمرات عالمية في قطاع الموسيقى؛ للحديث عن أهمية الموسيقى في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المدن حول العالم.
معجم للمصطلحات الموسيقية في اللغة العربية
وبالتزامن مع هذا الحدث، أطلق «مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية»، بالتعاون مع هيئة الموسيقى، «معجم المصطلحات الموسيقية»، وذلك توحيداً للمصطلحات الموسيقية، وتوفيراً لمعجم شامل لها، وتقديماً لمصدر موثوق للباحثين يُسهم في تطوير الدراسات والبحوث المتعلقة بالموسيقى بأنواعها، بما يتماشى مع مستهدفات الهُوية الوطنية، المُستمدة من «رؤية المملكة 2030».
وقال الدكتور عبد الله الوشمي، الأمين العام للمجمع، «إنَّ الهدف من بناء معجم المصطلحات الموسيقية، أن يكون مرجعيةً للموسيقيين والباحثين والمهتمين بالموسيقى بأنواعها وأدواتها ومصطلحاتها؛ لما لها من دور في التعبير عن الأفكار والمشاعر، وربط أصناف البشر من مختلف الثقافات والحضارات.ويضُمُّ المعجم الألفاظ والمصطلحات الخاصة بالموسيقى، والآلات الموسيقية بأنواعها: (الوترية، والإيقاعية، والنفخية، وأجزاء الآلات الموسيقية، والأصوات والإيقاعات، وما يتعلق بالموسيقيين والمغنين من ألقاب وصفات ومهن، وعمليات إنتاج الموسيقى، والمقامات والفنون الموسيقية، وغيرها)».
ويتضمَّن «معجم المصطلحات الموسيقية» أكثر من 600 مدخل معجمي، ويحتوي كل مدخل على المادة المعجمية العربية مع القسم الكلامي للمدخل، ونوع الكلمة، ثم تأتي دلالات المدخل، مع ترجمة المصطلحات إلى اللغة الإنجليزية ولغات أخرى. يشار إلى أن «هيئة الموسيقى» تعمل على دعم الموسيقى في المملكة وتنميتها وصفها فناً وثقافة وعلماً وترفيهاً، وذلك من خلال تعزيز وتحسين 5 ركائز، وهي: التعليم الموسيقي، والإنتاج الموسيقي، وتقديم العروض الموسيقية، والدعم والترويج، وتوفير نظام التراخيص.