أكد رئيس مركز «الدرعية لفنون المستقبل»، الدكتور هيثم نوار، أنّ فنون الوسائط الجديدة تتمتّع، بالإضافة إلى الجانبَيْن الجمالي والترفيهي، بجانب تعليمي لاستنادها إلى اكتشاف المستقبل وشكل الفنّ فيه، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يمكن لفنون الوسائط الجديدة إلغاء تلك التقليدية، وإنما تسير بالتوازي معها.
وقال إنّ المركز الذي افتتح أبوابه رسمياً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بوصفه أول مركز متخصّص بفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، يُعدُّ منصة رائدة في المنطقة، ويُبرز التزام السعودية بتطوير الإنتاج الفنّي المُبتكر واحتضان أشكال جديدة من التعبير الإبداعي، إلى كونه خطوةً مهمّةً نحو تعزيز المشهد الفنّي العالمي بجَمْعه بين الفنّ والتكنولوجيا والابتكار.
وتابع نوار أنّ فنون الوسائط الجديدة هي المُعتمدة على استخدام الوسائط والتقنيات الحديثة في الفنّ، وتُعدّ «وسيلة للتعبير الفنّي باستخدام التكنولوجيا، فتستفيد من أي وسيط جديد يتطوّر مع الزمن، وتتميّز بتقاطعها مع العلوم والفنون الأخرى، وقدرتها على الوصول إلى الجمهور بفضل استخدامها التكنولوجيا اليومية المألوفة، مما يعزّز التفاعل مع العمل الفنّي ويثير الدهشة والإعجاب لدى المتلقّي».
ليست موضة عابرة
وعما إذا كان الاهتمام بفنون الوسائط الجديدة مجرّد موضة عابرة، ردَّ: «لا يمكن لهذه الفنون إلغاء تلك التقليدية، وإنما تسير بالتوازي معها. وفي حين ترتبط الفنون التقليدية باستخدام تقنيات مثل التصوير الزيتي أو الرسم أو الحفر والطباعة، فإنّ فنون الوسائط الجديدة تتعلّق بكل وسيط تكنولوجي حديث».
وأضاف: «عند ظهور الصور المتحرّكة، مثلاً، وسيطاً لعرض الأعمال الفنّية أو استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون، نجد أنها تتكامل مع الفنون التقليدية، ويعتمد اختيار الوسيط على حرية الفنان ورغبته، سواء كان تقليدياً أم حديثاً. وبما أنّ التكنولوجيا مستمرّة في التطور، فإنّ فنون الوسائط الجديدة ستظلّ موجودة ومتجدّدة».
وأكد نوار أنّ مركز «(الدرعية لفنون المستقبل) يُعدّ منصة رائدة في المنطقة، لدمجه بين الفنون والتكنولوجيا بشكل غير مسبوق. وتكمن أهميته في توفير بيئة محفِّزة للفنانين والباحثين من مختلف أنحاء العالم، مما يُسهم في تطوير المواهب السعودية وجذب الخبرات العالمية».
وأضاف: «سيعزّز موقع المركز في الدرعية التاريخية مكانة السعودية بوصلةً للفنون الرقمية وفنون الوسائط الجديدة، ويُبرز التزامها بتطوير الإنتاج الفنّي المُبتكر واحتضان أشكال جديدة من التعبير الإبداعي؛ فيمثل افتتاحه خطوةً مهمّةً نحو تعزيز المشهد الفنّي العالمي لجمعه بين الفنّ والتكنولوجيا والابتكار».
وأعلن أنه خلال المرحلة المقبلة، سيقدّم المركز مجموعة متنوّعة من البرامج والمبادرات الهادفة إلى تعزيز الابتكار والإبداع في مجال الفنون، تشمل معارض فنّية وورشات عمل وبرامج إقامة فنّية، مثل «برنامج مزرعة» المخصّص لفناني الوسائط الرقمية، الذي سيستمر من فبراير (شباط) حتى أبريل (نيسان) 2025. كما سيُطلق «برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة»، بالتعاون مع «الاستوديو الوطني للفنّ المعاصر» (لو فرينوا) في فرنسا، فيمتدّ لعام لدعم الفنانين الناشئين بالمعدّات المتطوّرة والتوجيه والتمويل للإبداع.